عنوان مقاله: العلامة محمد حسين كاشف الغطاء (و مقامه في التوجيه)
الكاتب : الغراوي، عبدالحسين
العرفان » رقم 369 (صفحة 958 الي 960)
الاستاذ عبد الحسن الغراوي
العلامة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء و مقامه في التوجيه
حلّ في لبنان من نحو شهرين علامتنا الكبير الحجة الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء و اختار جديتا مصيفا أولا ثم انتقل للشقيف علي مقربة من بحمدون.و لا يخفي ما لسماحته من المقام الاسمي في نفوس العرب أجمعين،لذلك كان منزله مزارا للوزراء و النواب و الزعماء و العلماء و سائر الطبقات،و قد أصبح علي أهبة العود للعراق فنرجو لسيادته تمام الصحة و العافية و النعمة الضافيه(العرفان) (به تصوير صفحه مراجعه شود)
لقد تقدم للعلامة كاشف الغطاء خدمات طائلة و أيادي جلي يشكرها له العلم و الادب و نحن إذا ما استعرضنا خدمات الامام في كل فن و باب فلا نكاد فحصيها بالاحاطة الشاملة بل و لا نعطيها حقها من البحث و الكتابة حيث تجاوزت حد الإحصاء و نأت عن العد و الحساب. و كيف لا يكون مثل الإمام كذلك و قد أوقف نفسه رهن الجد و الاجهاد و النضال و الجهاد زهاء ثمانين سنة حتي عاد و ملء أبراده حمدا و ثناء عن مؤلفات تناهز الثمانين مؤلفا?!جاءت كلها آيات بينات و نجوما ساطعات استضاءت بها المكتبة العربية.
و قد عالج فيها الإمام كثيرا من الابحاث الخطيرة سيما في باب الردود و الاحتجاجات و من بعض هذه المؤلفات كتاب«أصل الشيعة وأصولها»،الكتاب الذي هو بين يدي حين كتابتي لهذا الموضوع و الذي استفز عواطفي و دعاني للكتابة عن مقام العلامة كاشف الغطاء الذي هو أعرف من أن يعرف و أشهر من أن يذكر،و هو كتاب جليل و سفر عظيم تتجلي فيه عظمة الإمام و كفاءته،يستعرض فيه البحث عن أصول الاسلام و دعائمه التي قام عليها و فلسفة أحكامه تلك الفلسفة العميقة التي امتاز بها الاسلام عن بقية الأديان.و يتطرق فيه إلي أول من بذر بذرة التشيع و سقاها و تعهدها بعنايته و عظيم عطفه رادا بذلك علي الأستاذ أحمد أمين المصري صاحب كتاب«فجر الاسلام»الكتاب الذي نكب فيه طائفة كبيرة من المسلمين تقدر بمئة مليون في جميع أنحاء الكرة أو يزيدون،بأسلوب لا يرتكز علي حجة و لم يشفع ببرهان و إنما هو مجرد ادعاء ليس إلا يثيره العداء الشخصي و روح العصبية.
(للتصوير راجعوا الي اصل النسخة) دولة رياض بك الصلح رئيس الوزارة اللبنانية يتحدث مع علامتنا كاشف الغطاء بعد وليمة الافطار التي اقامها دولته في بيته بعاليه (به تصوير صفحه مراجعه شود)
غير أن الإمام كاشف الغطاء انتفض كما ينتفض الأسد الهصور بيراعه الجذاب و اسلوبه الأخاذ الذي يستقي مداده من وحي الحقيقة الصادقة قاصدا بذلك وجه اللّه تعالي غير متحيز فيه إلي جهة خاصة فهو اسمي من ذلك و ارفع مقاما.و كيف لا يكون كذلك و هو من دعاة الوحدة الاسلامية و توحيد الكلمة.
و لا زال التاريخ يحدثنا عن مواقفه الشهيرة و خطبه المأثورة كموقفه في الجامع الأموي في الشام(?!)ذلك الموقف الذي يحق له التمجيد و التعظيم لما فيه من الفوائد العامة و المصالح الكبري في سياسة الاسلام و المسلمين.
كذلك موقفه في بيت المقدس في فلسطين يعطينا صورة واضحة عن مقامه الكبير و نضاله الخطير فهو درس من دروس الجهاد الذي تتجلي فيه فتوة العلامة كاشف الغطاء.
لذلك حق أن يدعي من بين العلماء الاعلام بالمجاهد الكبير الذي خاض المعامع واصطلي الحروب في سبيل إعلاء كلمة المسلمين و التبشير في المبدأ الاسلامي،المبدأ الذي يرتبط كل
الارتباط في حياتنا الاجتماعية و المتكفل لأمور المعاد و المعاش و الذي يبني عليه نظام البشر، و لولاه لأصبحنا فوضوية نعيش كما يعيش السمك يأكل بعضه بعضا أو كما تعيش الذئاب و الشياه في حظيرة واحدة.
و بعد اطلاعك علي المباديء الشيوعية،تلك المباديء الهدامة التي دعا اليها من لا حظ له في الحياة الدنيا و هو في الآخرة من الخاصرين.
و التي اغتربها من لا نصيب له من العلم و المعرفة تعلم مقام سيد البشر و تقطع بصحة نظامه الجليل و دستوره العظيم و دينه القويم و توقن بأنه القاونون الذي يحتفظ بكرامة الفرد و الجماعة ليساير كل عصر.
و قد أبي اللّه إلا أن يتم الحجة علي عباده ليهلك من هلك عن بينة و يحيي من حيا عن بينة، بمثل الامام كاشف الغطاء و من نحا نحوه من العلماء الاعلام الذين وقفوا أنفسهم للكفاح عن حوزة الدين الحنيف الذي اصبح و لا سيما في الايام الاخيرة محفوفا بالمخاطر بانتشار دعاة السوء من اهل المباديء الهدامة سماسرة ستالين و اتباعه الذين لا يعرفون من الحق موضع اقدامهم، فهم كالبهائم ينعقون مع كل ناعق من دون أن يعرفوا مصير ما يدعون اليه فقبحا لهم و ترحا.
حيث اغوتهم اليد الاجنبية و غرتهم السياسة الجائرة و خدعهم الدرهم الرنان فباعوا بذلك دينهم و وجدانهم و وطنهم.و لا شك أن الذي بضحي بهذه النفائس الثلاث يعبث بما يشاء و من دون رادع و لا وازع،فهم المعنيون بقول العلامة معالي الشيخ محمد رضا الشبيبي حيث يقول:
أخطأ الحق فريق بائس لم يلومونا و لاموا الزمنا خسرت صفقتهم من معشر قد شروا العار و باعوا الوطنا ارخصوه و لو اعتاضوا به هذه الدنيا لقلت ثمنا
و مثل هؤلاء لو وصعهم المقام و سنحت لهم الفرصة لقلبوا نظام الحكم فهم محنة الدين و بليته اولا أن في العرين اسوده الذين لا يهابون الالوف و لا يخافون الحتوف،و لو لا أن للدين ربا يحميه بمثل العلامة آل كاشف الغطاء الذي لا زال يواصل نضاله و يتابع كفاحه للذود عن حوزة الدين بكل ما يستطيع من قوة و نشاط و عزم و إخلاص.
راجين من اللّه تعالي أن بعزّ به بيضة الاسلام كما و ان المسلمين أجمع رافعين يد الدعاء مبتهلين له جل شأنه أن يمن عليه بالشفاء العاجل ويرجعه إلي عرينه بالصحة و السلامة. النجف الاشرف عبد الحسين الغراوي
http://www.noormags.com/view/fa/ArticlePage/302454